تمانعني الأيام فلا يأتي الحنين
وتطرحني غريقا بين آهات الأنين
وتمر هكذا سرعى لا كلم ولا سلام ولا وضع مبين
كأني بها لمح طيف من خيال أو رنين
تقذفني بعنف من زقاق إلى طريق
منهك الأوصال في سكون لا حراك كالغريق
بين الدروب فردا لا صديق ولا رفيق
تعاودني فتمهلني وتهملني
إلى جراح الذاكرة إلى الحزن المؤبد
ما لي غيرك يا صديق
وهذه الدنيا اللعوب
تسقني الأحزان دوما فنذوب
بين وجع اليأس حينا والحنين
كلها الألآم تنخرنا وتقطعنا ثقوب
بين جرح الذاكرة
بين زخات الخطوب
فتلملمني الليالي
بين أحضان الدروب
ولا شيئ
سوى
شبح
يطير في السراب
آه!فآه!ثم آه
من الأيام تجري كالسحاب
يجري ثم يجري
وبلا ماء يدور كالضباب
يا لذكراك التي أيقظت روحي تبحث عن وطن
بين أعطاف الزمان والدروب
فعسى الراحة بين أحضان الزمن
زمن بلا لون
بلا طعم يفوح
تلكم الأيام تتلو حكمها
صبعا يلوح
كالفضاء الرحب طل من بين الثقوب
سحرها عشقها
آماله آلامها
تترى
كصراخ الطفل يبحث النهد الحلوب
من بين أثداء غدرك أيها الزمن القبيح
ويذكرني طلوع الشمس حضنك يا رفيق